التلوث البيئى والتنمية الاقتصادية

يؤكد الكتاب اشكالاً عديدة للفساد وأنه ظاهرة عالمية يعوق التنمية الاقتصادية ويؤثر على الإستثمار ويقلل فرص النمو ويقوض الشرعية السياسية...كما انه يعمل على تشويه التجارة الدولية والتدفقات الإستثمارية ويسهل أنشطة الجريمة الدولية المنظمة كالاتجار فى المخدرات وغسيل الأموال ومن هنا يستعرض الكتاب الجهود الدولية التى تبذلها منظمة التعاون والتنمية فى الميدان الاقتصادى وكذلك جهود المؤسسات الدولية الحكومية وغير الحكومية لفرض عقوبات جنائية للحد من هذه الظاهرة ومواجهة رغبات هيمنة الشركات العالمية الكبرى على الأسواق فى ظل العولمة .

تدفعنا الأوضاع الجديدة لتطور الرأسمالية العالمية التى يجمعها مصطلح العولمة لإعادة قراءة تراث الفكر الليبرالى فالتوسع العالمى للرأسمالية الذى يتخذ صورة العولمة يعتمد على مجموعة أفكار ونظريات هى غعادة إحياء الليبرالية الكلاسيكية الحاضرة بقوة فى الاقتصاد السياسى وبعد أن كان اقتصاد السوق هو الذى يقوم بدور الإيديولوجيا السائدة أصبحت منظمات ومؤسسات دولة الرفاهية هى التى تقوم بهذا الدور اما الآن فقد شهد العالم اضمحلالاً واضحاً للدور التقليدي للدولة وأزمة شديدة اصابت دولة الرفاهية فلم تعد الدولة ومؤسساتها تقوم بدور التبرير الايديولوجى بل عادت الرأسمالية الى استخدام الايديولوجيا الليبرالية وأفكارها عن أليات السوق مثل حرية التجارة ورفع الحماية الجمركية .