امهات الكتب

هذا الكتاب للناقد الروائى إدوارد مورجان فورستر (1879-1970) يعتبر تأريخ فى تأسيس النقد الروائى خلال النصف الأول من القرن العشرين .. وهو عمل يتميز بالذكاء النقدى ورشاقة التعبير ، ونفاذ البصيرة لما يميز المؤلف بالقراءة الواسعة تمكنه من عقد المقارنات الدالة وتوسع من إطاره المرجعى بما يكفل رؤية الأمور من منظورها التاريخى الصحيح .. ويبدأ الكتاب بتعريف الرواية ، الحبكة الروائية ، الإغراق فى الخيال ، التنبؤ والنموزج والوزن .

يحاول المؤلف فى هذا الكتاب أن يحدد معنى الجمال تحديداً حاسماً بحيث يفرق تفرقة واضحة بينه وبين القيمتين الاخريين قيمة الحق و قيمة الخير و هو يوضح ان التحديد لا يكون كاملاً الا اذا بين لنا على وحهة الدقة لماذا ومتى و كيف يبدو الجميل جميلاً ؟ . ان من الفلاسفة من يضيق مجال الفلسفة الجمالية بحيث يقصرها على النقد الفنى لكن النقد الفنى ينصب على صورة أو تمثالاً أو قصيدة من الشعر لكننا لا نوجه النقد الفنى الى الكيانات الطبيعية و إذن ففلسفة الجمال أوسع من النقد لأنها تشمل آيات الجمال بأسرها سواء ماصنعته يد فنان أو مايكون فى الطبيعة الخارجية

يتضمن هذا الكتاب نظرات صادقة فى علاقة الشعر والحياة تنطبق على كل عصر وتراسل الطبيعة البشرية كما نعرفها فى كل مكان وهذا الكتاب يمثل لحظة فى حياة المؤلف . لحظة إنشقاقه على الحزب الشيوعى البريطانى . كما يمثل لحظة فى حياة الأدب الإنجليزى فى منصف القرن ، لحظة صراع بين دعاوى الإلتزام السياسى ودعاوى إستقلال الفن وهو صراع لا ينتهى فى حياة المؤلف .

يناقش الكتاب أهمية الشعر فى الحياة و ارتباطه بالعلم وكيف طور العلم والشعر وذلك من خلال عرض لبعض الشعراء المعاصرون هم توماس هاردى ، وولتردىلامير ، و.ب بيتس ، لورنس وهم جميعاً يتفقون فى امر واحد اساسى هو مواجهة مأزق النظرة الشعرية الحديثة

يقدم الدكتور محمد عنانى فى هذا الكتاب الكتابين الأولين فقط من ملحمة شاعر الانجليزية الاكبر جون ميلتون ( الفردوس المفقود ) وذلك لعدة اسباب اهمها تيسير تقديمها فى اجزاء صغيرة نسبياً و معتدلة فى السعر بحيث يستطيع القارىء العادى أن يقتنيها و يطلع عليها وربما فتح هذا الجزء شهية القارىء لقراءة سائر الملحمة عندما تصدر تباعاً فى اجزاء مماثلة . والى جانب هذا فإن الكتابين يمثلان وحدة فنية إذ يقدم ملتون فيها إبليس ورفاقه من الشياطين بعد أن طردهم الله من الجنة إذ يتنازعون بينهم أمرهم وما عساهم يفعلون ويقر رأيهم على محاولة اغواء الانسان وعلى ان يضطلع ابليس وحدة بهذه المهمة