الدور السياسى الثقافى للقطاع الاهلى

قضية الديمقراطية من القضايا التى تشغل العالم فى هذا العصر وتعتبر هذه الدراسة واحدة من الدراسات النادرة حول الديمقراطية فى الاحزاب السياسية ، وفى هذا المضمار يؤكد الكاتب أن أزمة الاحزاب المصرية تكمن فى ضعف الهياكل التنظيمية الداخلية للحزب من ناحية وفى عجز الاحزاب نفسها عن تفجير الطاقات البشرية والفكرية التى تزخر بها هذه الاحزاب من ناحية أخرى،ويتناول الكتاب عبر فصوله عدداً من القضايا والمفاهيم المتعلقة بهذه الازمة ويخلص المؤلف فى نهاية الدراسة إلى أن أزمة التطور الديمقراطى فى داخل الأحزاب المصرية تتمحور حول عاملين رئيسيين هما : ضعف تطور مؤسسات المجتمع فى مصر من جهة وغياب النخب السياسية الملتزمة بالديمقراطية من جهة أخرى ،ويطمح المؤلف فى أن تقدم هذه الاحزاب نموذجاً ديمقراطياً يؤثر على منظمات المجتمع وعلى نظام الحكم فى آنٍ واحد.

يتناول الكتاب العديد من المقالات المنشورة فى كبرى الصحف المصرية والعربية حول الدين والدولة فى مصر وهى قضية شغلت الرأى العام منذ عدة عقود واهتمت بها التشريعات منذ عام 1923 واحتدم حولها الجدل بين الباحثين والمفكرين والسياسين خاصة بعد احداث 11 سبتمبر وما تلى ذلك من أحداث لا تزال تعصف بنا كعرب ومسلمين حتى الآن وقد تبلورت مقالات الكتاب حول ثلاث محاور اساسية هى الفكر ، والسياسة ، والإخوان المسلمون .

يتناول هذا الكتاب موضوعاً مهماً وغاية فى الحساسية وهو " الجماعات الهامشية المنحرفة فى تاريخ مصر الإجتماعى الحديث " الذى ظل لفترات مسكوتاً عنه فى الدراسات العلمية ذات الصبغة التاريخية رغم تزايد هذه الجماعات وإنتشارها ومن ثم تعاظم مخاطرها ، وقد شهدت السنوات الأخيرة من القرن العشرين إهتماماً متزايداً بدراسة الفئات والشرائح الإجتماعية المهمشة داخل مصر وخارجها من جانب علماء الإجتماع والسياسة والقانون ولاسيما تلك الفئات الحضرية التى تمثل مكانة هامشية فى حياة المجتمع مثل سكان العشوائيات والغجر والبلطجية والمتسولين . ويسعى الباحث من خلال إستخدامه للمنهج العلمى إلى تقصى الجذور التاريخية لنشأة هذه الجماعات الهامشية فى مصر خاصة فى الفترة منذ أواخر العصر المملوكى وحتى البدايات الأولى لعصر محمد على .