الطبقة الوسطى المصرية من التقصير إلى التحرير

يتناول الكتاب العديد من المقالات المنشورة فى كبرى الصحف المصرية والعربية حول الدين والدولة فى مصر وهى قضية شغلت الرأى العام منذ عدة عقود واهتمت بها التشريعات منذ عام 1923 واحتدم حولها الجدل بين الباحثين والمفكرين والسياسين خاصة بعد احداث 11 سبتمبر وما تلى ذلك من أحداث لا تزال تعصف بنا كعرب ومسلمين حتى الآن وقد تبلورت مقالات الكتاب حول ثلاث محاور اساسية هى الفكر ، والسياسة ، والإخوان المسلمون .

يتعرض الكتاب لأزمة السويس 1954 - 1957 من جذورها حيث رأى الكاتبة أن الأزمة لم تبدأ من قرار التأميم ، إنما تعود إلى اتفاقية الجلاء 1954 والتى تضمنت موادها على ( بعض القيود على مصر ) فى التعامل مع القناة . مما ولد الكراهية بين الطرفين المصرى والأجنبى ، والكفاح المرير الذى خاضه المصريون ضد الاحتلال والصراع مع القوى الأجنبية . مما أدى إلى تأميم القناة بعد الثورة ، والذى وصفته الكاتبة كعمل متوج للثورة .

يتناول هذا الكتاب موضوعاً مهماً وغاية فى الحساسية وهو " الجماعات الهامشية المنحرفة فى تاريخ مصر الإجتماعى الحديث " الذى ظل لفترات مسكوتاً عنه فى الدراسات العلمية ذات الصبغة التاريخية رغم تزايد هذه الجماعات وإنتشارها ومن ثم تعاظم مخاطرها ، وقد شهدت السنوات الأخيرة من القرن العشرين إهتماماً متزايداً بدراسة الفئات والشرائح الإجتماعية المهمشة داخل مصر وخارجها من جانب علماء الإجتماع والسياسة والقانون ولاسيما تلك الفئات الحضرية التى تمثل مكانة هامشية فى حياة المجتمع مثل سكان العشوائيات والغجر والبلطجية والمتسولين . ويسعى الباحث من خلال إستخدامه للمنهج العلمى إلى تقصى الجذور التاريخية لنشأة هذه الجماعات الهامشية فى مصر خاصة فى الفترة منذ أواخر العصر المملوكى وحتى البدايات الأولى لعصر محمد على .