يتناول الكتاب تاريخ المرأة فى مصر الفرعونية على مدى حقبة كاملة تمتد الى حوالى ثلاثين قرناً منذ فجر الدولة القديمة حتى أخر عصر الأسرات وينقسم هذا الكتاب الىثلاثة أجزاء (الجزء الأول ) بعنوان المرأة فى دنيا الأرباب حيث كان لكل مدينة او أقليم معبود له زوجة من الربات تنجب له ابناً ليكون ثالوث وبعد دور العنصر الانثوى فى دنيا الحنون والتى تبعث السرور وتدخل البهجة على قلب الإله إما الجزء الثانى) عنوانه المرأة فى إطار الملكية دورها ومكانتها والزواج بين المحارم (اى زواج الاخوة والاخوات ) والاخير فهو بعنوان المراة فى مصر مكانتها فى المجتمع والقانون العام للمرأة والمساواة بين الرجل والمرأة.
يضم الكتاب بين طياته رصد الدور الذى لعبته المرأة فى العمل الوطنى والسياسى والذى توهج مع مشاركتها فى مظاهرات ثورة 1919 وتأسيس التنظيمات النسائية ومن ثم تنامى وعيها وإزداد إدراكها لأهمية الثقافة والتعليم فأنشئت لها المدارس والمعاهد وفتحت الجامعة أبوابها للراغبات منهن . كما يعرض الكتاب لدور المراة المصرية فى ميدان العمل بعد خروجها للحياة العامة ومشاركتها فى العديد من الوظائف كالتدريس والصحافة والمحاماة والبوليس .. وغيرها فضلاً عن تجاوزها حدودها الإقليمية للمساهمة فى النشاط الدولى مما يؤكد المكانة الرفيعة التى وصلت إليها المرأة المصرية.
يناقش الكتاب وضع المرأة ومكانتها فى مختلف العصور والأزمان منذ تعرضت المرأة فى عصور ما قبل الإسلام إلى شتى أنواع القهر والإضطهاد . ثم جاء الإسلام فأعلن مبدأ المساواة بين الجميع وكفل للمرأة حقوقها مثل قضية حق المرأة فى الطلاق والخلع والحجاب ومدى علاقته بالفضائل الأخلاقية كما يتعرض لحقوق المرأة المسلمة وواجباتها كما يتعرض للشبهات التى تثار حول مكانة المرأة مثل القوامة وشهادة المرأة وتعدد الزوجات وميراث المرأة وقضاياها والإجتهادات الفقهية .
يتناول الكتاب ميادين عديدة تتعلق بالمرأة وأدوارها المختلفة فى الحياة ؛ مثل الإبداع عند المرأة وخاصة الريفية ، كما أنه يرصد قضايا تخص المرأة ؛ مثل جرائم النساء وقضية المرأة والعنف ، والتميز ضد المرأة والفقر ، ويركز الكتاب أيضاً على ظواهر تخص المرأة كالمرأة فى المثل الشعبى والذى يلخص تجارب المرأة وحكمتها وتحليل مضمون لأهم شكواها .
هذا الكتاب لا يخرج عن كونه دعوة إنسانية صادقة من رجل دين مسيحى أدرك التكامل فى الإنسانية وأدرك التوازى بين الحضارات وأدرك تحقق نضج الدين فى الآخر حيث يمثل محاولة فكرية لإيجاد أرضية مشتركة بين الحضارات تجمع الآراء وتقرب وجهات النظر وتبنى جسور التفاهم .
تأتى أهمية الكتاب فى دراسته لبعض خصائص الطابع القومى للشخصية المصرية من خلال إطار نظرى تحليلى يعمد إلى وضع خصوصية المجتمع المصرى البنائية والتاريخية موضع الإعتبار فى الدراسات الأكاديمية لتكشف عن تركيب البنية الإجتماعية بعناصرها المادية واللامادية وطبيعة الظروف التاريخية المحيطة بها ومظاهر التناقض فى الإتساق التى تنطوى عليها تلك البنية .