نجيب محفوظ من البداية

يشكل الاديب نجيب محفوظ ظاهرة فريدة فى تاريخ الرواية فى العالم اجمع حيث عبر بالرواية العربية من بداياتها الرومانسية التاريخية الى الواقعية الاجتماعية ثم الحداثة و ما بعدها .. فسجل محفوظ التغيير الحادث فى احياء القاهرة و شوارعها وخص حى العباسية فى روايته الاخيرة قشتمر عام 1988 . فروايات نجيب محفوظ قيمة تاريخية هامة اذ تسجل وجه الحياة فى القاهرة قبل ان تضربها السرعة الملهوفة و الزحام و العشوائيات

إن هذا الكتاب يهتم بالمرحلة التى تبدأ من نهاية الخمسينات حتى نهاية الثمانينيات من عام 1959 حتى عام 1989 من ( أولاد حارتنا ) حتى ( قشتمر ) ثلاثون عاماً من الإبداع العبقرى الصامت عند نجيب محفوظ وقد كان الهدف من هذا الكتاب دراسة إنتاج نجيب محفوظ فى إطار الوحدة العضوية للعمل وحركته الدائبة ومن هنا تعددت الأسئلة حول موقف نجيب محفوظ من ثورة يوليو صعوداً إلى رواياته المتوالية أولاد حارتنا ، اللص والكلاب ، السمان والخريف ، ثرثرة فوق النيل ، ميرامار ، ملحمة الحرافيش ، ليالى ألف ليلة ، الباقى من الزمن ساعة ، قشتمر . إلى غير ذلك حتى آخر كتابات الروائى الكبير ونقصد به الوجه الصوفى الإيجابى الذى لم يخل عمل واحد منه ومن ثم رصد العلاقة بين الصوفى والثورى .

هذا الكتاب يتناول العديد من الدراسات والمقالات منذ 1991 قام المؤلف بجمعها ونقدها فإكتشف فيها محاور نقدية وأشكاليات فنية تشكل ملحمة متخيله مجسده بالصورة والرمز ومنها يتضح أن نجيب محفوظ أسس نهجاً جديداً وأصيلاً فى رصد الأزمات السياسية على واقع أسرة مصرية من الطبقة المتوسطة الصغيرة تتشكل حياتها ومصائر أفرادها عبر تعقد مسار الأزمات العالمية والمحلية .