هشام الجبالي

خطا المصرى القديم جيل من بعد جيل خطوات متلاحقة صوب حياة المدنية وفى ظل النمو المستمر لإعداد المصريين وتشابك أعمالهم ومصالحهم وضيق الذاكرة ظهرت الحاجة إلى حفظ الخبرات وتسجيل المعاملات وهكذا عبر الأجيال تطورت رموز الكتابة والتسجيل التى قلدت أشكال الحيوانات والطيور والنباتات حتى إذا ما جاء عام 4000 قبل الميلاد كان المصرى القديم قد إنتهى تماماً من وضع حروف ابجدية متعارف عليها بين الجميع وقاعدة لتسجيل الخبرات والأحداث والمعاملات على أوراق البردى .

مع إعلان قيام دولة إسرائيل وإحتلال فلسطين تأكدت ملامح الصراع العربى - الإسرائيلى ومع هزيمة الجيش المصرى في سيناء في يونيو 1967 تم إحتلال جزء من سيناء كان على المصريين بذل الدماء لتحريره ومع بعض المناوشات وحرب الإستنزاف والتخطيط لتحرير الأرض المحتلة جاء يوم السادس من أكتوبر ليكون نقطة ضوء ناصعة في تاريخ كل المصريين حيث عبر جنودنا قناة السويس وإقتحموا خط بارليف ودمروا الساتر الترابى ومعه أسطورة الجيش الذى لا يقهر .

ترك صلاح الدين الأيوبى الحكم بوفاته ليدب الخلاف وتنقسم الدولة مما دفع أمراء الصليبين فى المشرق إلى التوجه صوب أوربا طالبين العون للهجوم على المسلمين ولم يتصدى لهذا الأمر إلا الملك لويس التاسع ملك فرنسا فتوجه إلى دمياط مع ستين ألف مقاتل وإستولى عليها وبوفاة الملك "الصالح نجم الدين" أثناء ذلك تجمعت الجيوش المصرية مع المقاومة فى المنصورة ليلحقوا بالصليبيين هزيمة نكراء وفى الخامس من أبريل عام 1250 م و بعد أن ساء موقف الصليبيين وتفشت الأوبئة والأمراض فيهم نال المصريون منهم فى منتصف المسافة بين المنصورة ودمياط واسروا الملك لويس التاسع فى دار "ابن لقمان" وقتل الكثير منهم وفشلت حملتهم .

إكتسب المصريون خبرة معمارية طويلة من العمل في منشآت "زوسر" و"سنفرو" مما جعلهم يتميزون بمقدرة فريدة في تنظيم وإدارة أعمال البناء الضخمة وقد بلغت أحجار هرم "خوفو" الأكبر نحو 2.5 مليون كتلة حجرية تحتاج لمئة ألف عامل يتم إستبدالهم بآخرين كل ثلاثة أشهر وقد أثار الهرم الأكبر خاصة تساؤلات وحكايات وخرافات كثيرة ويعتبر من عجائب الدنيا التى أثارت إعجاب العالم كله .

يتحدث الكتاب بداية عن تاريخ مصر الحديث وكيف سخر الخديوى الفلاحين المصريين لحفرها دون رعاية صحية أو آدمية ليموت منهم 125 ألف فرد وكيف إفتتحها في حفل أسطورى دعا إليه ملوك ورؤساء أوربا وكيف أدارت فرنسا القناة من خلال لجنة دولية ومع قيام ثورة يوليو وإبرام صفقة أسلحة تشيكية قام العدوان الثلاثى على مصر نتيجة ليوم عظيم في حياة كل المصريين وهو يوم "تأميم قناة السويس" .

دخل "صلاح الدين" دمشق عام 1174 م وظل طوال أربعة أعوام في محاولات لا تنقطع لتوحيد الجبهة العربية وفى عام 1177 زحف بجيوشه صوب إمارات الصليبين ولكنه هُزم عند مدينة الرملة إلا أنه كسب فيما بعد جميع المواجهات معهم فأضطروا لعقد هدنة معه وفى عام 1187 م نادى صلاح الدين بالجهاد والزحف لإسترداد الأراضى العربية من بين إيادى مغتصبيها وفى الرابع من يوليو عام 1187 نجح صلاح الدين في إستدراج الجيوش الصليبية إلى حطين وإلحاق أكبر هزيمة بهم وأسر الملك "جى لوزجنان" والأمير "رونالد" وتمهيد الطريق لإسترداد بيت المقدس .