الروافد التراثية للثقافة المصرية المعاصرة لا تعنى فقط نغمة الاتصال والترابط بين الفرعونية والقبطية والاسلامية والعربية وإنما هى تعنى بؤرة التلاقى والتفاعل تيارات جاءت مع الاتجاهات الأصيلة .. والعقلية المصرية ولدتها ظروف ومعطيات تاريخية وجغرافية جعلت من أرض النيل وطناً للحضارة والتقدم .. حيث بدأت الكتابة والمعرفة جعلتها فى الوقت نفسه مركز التلاقى والتفاعل الحضارى .. وما زالت الثقافة المصرية تؤكد الهوية الثقافية المفتوحة والمتكاملة فى مواجهة اتجاهات تحاول فرض صراع الثقافات وحروب الحضارات .. حيث أعطت الفرصة لجميع الثقافات الجذور النابضة القادرة على استيعاب المنتج الثقافى العالمى بمختلف ألوانه فى تنوع سيمفونى لطيف .
يرى المؤلف أنه فى العقود الأخيرة من القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر إستخدمت فى اللغة الإنجليزية المتداولة ألفاظ ذات أهمية أساسية الآن وإكتسبت مجموعة أخرى معانى جديدة وهامة ويرى أن هناك خمسة ألفاظ يمكنها تحديد المعالم الرئيسية فى خريطة وضعها المؤلف وهى تتصل بحايتنا العامة وتختص بالؤسسات الاجتماعية والسياسية والإقتصادية وهى أيضاً تتعلق بالروابط بين هذه المؤسسات وأغراض من شطنا فى التعلم والتعليم والفنون وهذه الكلمات هى صناعة وديمقراطية وطبقة وفن وثقافة .
الكتاب يشتمل على مجموعة من الحوارات الهامة التى أجراها المؤلف مع العديد من الشخصيات الفكرية مثل الدكتور زكى نجيب محمود ، الدكتور لويس عوض ، والدكتور مراد غالب ، لطفى الخولى وتدور تلك الحوارات حول ثورة يوليو ونظرية الناصرية والتضامن العربى والسياسة والفكر .. كما يتناول الثورة من جمال عبد الناصر حتى حسنى مبارك .