الفكر

يطوف بنا المؤلف مع قضية المهاجرين إلى أوربا من العرب والمسلمين محاولا أن يحلل أسباب هذه الهجرة المطردة وملقيا الضوء على أوضاعهم ومدى إندماجهم فى المجتمعات الغربية ثم يعرج بنا إلى الصورة المشوهه والمضللة التى يرسمها البعض فى الغرب للعرب بوصفهم إرهابين ولصوص فوضوين موضحا تكريسهم لكل وسائط الاعلام لجعل تلك الصورة نمطية مترسخة فى العقل الغربى خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر ويحاول أن يوضح أهمية تغير تلك النظرة المشينة والعمل على نشر مبادئ الاسلام بطرق سليمة عبر قنوات شرعية توضح الاسلام السمح عن طريق الحوار وتحالف الحضارات والثقافات .

يعرض الكتاب لتفاصيل الخطاب الإسلامى المعاصر لمفكرى التيار المستقل محدداً رموزه كشريحة من شرائح المجتمع المصرى كما يحلل الكتاب مواقف الخطاب الإسلامى وبحث أصوله الفكرية ومحتواه المعرفى وفحص معايير وقواعد إنتاجه وأدواته المنهجية وتوجهاته كما يعرض لموقف الإسلاميين من التراث والتاريخ وطرق تعاملهم معه ومواقفهم السياسية وأرائهم فى التغيرات التى طرأت على المجتمع .

يرحل بنا الكتاب فى رحلة مباركة بين صفحات حياة إمام كرس حياته فى إنتشال البلاد من الجمود الفكرى والتقليد الرجعى الذى لحق بها وذلك من خلال عرض مراحل حياته ومواقفه السياسية ودعوته لتحرير الفكر وإعلاء شأن العقل مروراً بدفاعه عن الإسلام وإنتهاءاً برصد جهوده فى إصلاح المجتمع واللغة والأدب والأزهر والتعليم .

يؤكد الكتاب على أن الثقافة يمكن أن تتطور في اتجاهات مختلفة تبعاً لظروفها الحياتية أو المجتمعية مشيراً إلى أن قوة ما يعرضه من نظرية جديدة تتجلى في تفسير جوانب السلوك العفوي أو اللاعقلاني الذى تزخر به كافة المجتمعات مع إيمان الكتب بالروابط المتشابكة بين كافة أنشطة المجتمع الثقافى لتفسير العديد من الظواهر العالمية السياسية والأدبية والدينية.

يتناول الكتاب عملية التحول الديمقراطي في روسيا عبر 20 عاما تقريبا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي السابق حتى وصوله إلى الديمقراطية الموجهة والنتائج التي تمخضت عنها وما وصل إليه من هذه التجربة والخطوات التي أقدم عليها الرئيس الأسبق بوريس يلتسين لغرس بذور نموذج الديمقراطية الموجهة على الرغم من حرصه على بناء دولة تعتمد على الديمقراطية الحديثة.

يتناول الكتاب مفهوم التسامح الدينى وكيف أنه يرتبط إرتباط وثيق بالسلطة والقوة الحاكمة . وفى تاريخ الفلسفة كان التسامح مقوماً أساسياً من مقومات التفلسف كما أن هناك قاعدة ذهبية فى مختلف الديانات مؤداها أن تعامل الناس كما تحب أن يعاملوك به ، فالتسامح ليس فقط مجرد إلتزام أخلاقى وإنما أيضاً ضرورة سياسية وقانونية كما جاء فى إعلان مبادئ التسامح عن اليونسكو عام 1995 إن العالم فى ظل العولمة وصراع الحضارات والتعددية والحركات الأصولية أحوج ما يكون إلى فلسفة التسامح للتعايش مع الآخرين ، والسؤال الذى يطرحه الكتاب هنا هو : لماذا هو متسامح وليس متعصباً ؟ وما هى المقومات الفلسفية للتسامح ؟ وكيف يمكن أن نتجنب التعصب وتجاوزاته ونحن فى مستهل القرن الـ 21 المشغول بالأصوليات ؟