روائع السيرة الذاتية

الكتاب سيرة ذاتية للكاتبة تتناول فيه الحياة الأدبية والسياسية ودورها فيه ونضالها مع غيرها من الزملاء فى مواجهة الطغيان والاحتلال وتعرضها للسجن أكثر من مرة .. والملاحظ فى تلك السيرة إسقاطها على تاريخ مصر فالنكبات التى تعرضت لها الكاتبة ترى لها أصلاً فى تاريخ البلاد .. وتفصل جانباً كبيراً لمواجهتها للإحتلال الصهيونى وكيف إنتهى بحرب 73 والنصر العظيم .

يضم الكتاب تصوراً لحياة كاتبه من وجهة نظر تصف نمطاً من أنماط حياة المجتمع ككل من الناحية التاريخية لتعيين من يحاول التأريخ لبداية القرن العشرين ، كذلك يطوف بنا الكاتب حول بلدان العالم فمرة يرحل بنا إلى العراق وإحتفالات " الشيعة " وأخرى يحاول أن يشركنا معه فى رحلة " الحج" فى بلاد الحجاز ثم يعرج بنا على إنجلترا وهولندا وفرنسا وهكذا نبحر مع الكاتب فى حياته التى بدأت 1886 م وحتى كتابته لهذه السطور فى 1950 لنتعرف ليس على جوانب حياته فقط وإنما لننظر إلى العالم كله فى هذه الفترة بعينيه .

الثقافة تراث حى متصل بين الماضى والحاضر متجهة نحو المستقبل وليست دراسة مواطن نشوئها إلا لونا من إلغاءالأضواء عليها بغية مزيد من الفهم والإستنارة وشأنها فى ذلك شأن دراسة اللغة نحاول أن تستشف خصائصها وميزاتها فى التعبير .. ويرى المؤلف أن المسرح ليس مجرد قطعة من الحياة ولكنه قطعة مكثفة منها ولذلك فإن الشاعرية هى الاسلوب الوحيد للعطاء المسرحى الجيد .

يتناول الكتاب مذكرات سميحة أيوب الإنسانة والفنانة والمواقف المختلفة التى مرت بها فى حياتها الفنية والخاصة فى ظل كفاح فنى طويل صنع منها فنانة عظيمة كلنا نعرفها ونشعر نحوها بحب غير محدود ، فهى مذكرات تجذب القارىء إليها من أول سطر حتى آخر كلمة خاصة إذا عرف القارىء أن صاحبة هذه المذكرات تألمت ثم أبدعت وبين هاتين الكلمتين الألم والإبداع ثم ميلاد هذه القصة البديعة لفنانة نادرة فى موهبتها وإراداتها ومشاعرها الإنسانية .

الكتاب تسجيل عن انطباعات المؤلف عن المدن التى سافر اليها كما انها تحليل لشعر ودواوين لبعض الشعراء والأدباء فى تلك المدن وارتباطها بهم وأثر المدينة فى إلهام الشاعر ومن أهم المدن التى أثرت فى الشاعر هى الجزائر ، ايران ، الدوحة ، لبنان .

الكتاب يسجل فيه المؤلف بعض من مشاهد وأحداث رحلة حياته وما تركه من ردود فعل وإنفعالات فى مواقف مختلفة ، فهو يقدم مذكراته السياسية دون أن تكون لديه أية حساسية أوإغفال فى تناول موضوعاته ، وذلك بخلاف ما كان يجرى فى مصر من تكتم شديد ، والحرص فى المعلومات فالكاتب أراد أن يكسر هذه العادة ويقتحم الموضوعات المسكوت عنها والتى تؤثر على حياتنا ولا نتكلم . ومن أهم هذه الموضوعات نظام الحكم فى مصر والذى لا يسمح بالمشاركة ، علاقة الحكومة بمؤسسات المجتمع المدنى وبالسلطة الدينية ، وقضية الأقباط .