الفكر

يرصد الكتاب العديد من القضايا والمشكلات التى لازمت تاريخ مصر الحديث والمعاصر عبر القرنين الاخيرين ،حيث تأثر الفكر القومى بالفترة التى عاشتها مصر تحت وطأة أطول فترة من العزلة والركود الإقتصادى والثقافى خلال النصف الثانى من القرن الـ 18 حتى مجئ الحملة الفرنسية وتاثيرها على مصر علمياً وإجتماعياً ثم ينتقل المؤلف لعصر محمد على مؤسس النهضة الحديثة فى مصر،كما يشير الكتاب إلى المذكرة التى قدمها المواطن المصرى (حسين بسيونى)إلى اللورد (بالمرستون)وزير الخارجية يطالبه بدعم إستقلال مصر عن الدولة العثمانية ،ثم يستعرض الكتاب الإتجاهات الإجتماعية والقومية والسياسية فى عصر على باشا مبارك ،ويستعرض أيضاً المسألة الزراعية فى مصر المعاصرة وكذلك الجهود الدولية فى الميدان الإقتصادى.

يبحث الكتاب عن المعنى المعرفى لأهم المصطلحات الفكرية والتى أثمرتها عملية تطور الفكر الإنسانى الحديث والمعاصر من جهه وأحدثتها متغيرات المعرفة والمناهج العلمية فى عصرنا الحالى من جهة أخرى . ويشمل أيضاً تعريب بعض المصطلحات التى تمخضت عن علوم أو أنظمة علمية وتيارات فكرية فرضت نفسها على الساحة وبات مناقشتها واستيعابها فى الوقت الراهن أمراً غاية فى الأهمية .. وبجانب عملية التعريب والتعريف يتم إدراج مستخلص رائع لأهمية اللفظ ومعناه فى حوالى صفحة لكل كلمة تقريباً ومن أهم الكلمات التنوير - التعددية الثقافية - الأنثربولوجيا - الليبرالية - الاتصال الثقافى وغيرها .

يعتبر هذا الكتاب من اهم الاعمال الموسوعية التى قدمها سامى خشبة للمكتبة العربية حيث يبحر فيه فى أعماق عدد من المفكرين البارزين على مستوى العالم مقدماً للقارئ العام دليلاً إرشادياً واوليا الى مساهماتهم الفكرية والإنسانية من جهة او للثقافات التى ينتمون اليها من جهة اخرى ..ومن هذا الصدد يشير المؤلف الى انه يقدم قراءة تحليلية نقدية او تقيمية لتلك المساهمات فى سياق تطور المجال الفكرى الذى برز فيه كل منهم ..ومن هؤلاء المفكرين : أينشتين ،فرويد مكميلان ، بردوبل ، بريد جمان ، تشومسكى ، دور كايم ، أحمد أمين ، جمال حمدان ، حسن فتحى .

يتناول الكتاب مجموعة من المقالات المختلفة حول قضية محورية مثيرة للنقاش والجدل خاصة بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر والتداعيات التى كان الإسلام له النصيب الأوفر منها مما كان من شأنها إتساع بؤر التوتر فى العديد من بلدان العالم الإسلامى وتنامى الحركات المناهضة والمتطرفة فى مواجهة الصراع القائم بين الأديان والحضارات ولكن الشىء الثابت فى الكتاب أنه يزخر بالعديد من الرؤى المتباينة لعدد كبير من الباحثين حول مكانة التسامح فى الاسلام وضرورات الاصلاح فى العالم الاسلامى فى ظل التحديات والتعقيدات الراهنة .

يستطيع القارىء أن يتبين ثلاثه أفكار رئيسيه عن الثقافه تنتظم هذا الكتاب لها قيمتها الموضوعيه.آولها فكرة الوحدة والتعدد فى الأنماط الثقافيه ، ثانى تلك الأفكار هى فكرة الإرتباط بين الثقافه والدين.أما الفكره الثالثه هى أن الثقافه جانب كبير غير واع وتتصل بهذه الفكره فكره توارث الثقافه حيث أنه يربط بين قيمه أجزاء الثقافه الواعيه من علم وفن وأدب وبين التراث غير الواعى المغمور فى باطن الفرد وباطن الشعب حتى يصل لحلول تؤكد العلاقه بين الجانبين غير الواعى