الفكر

يضم الكتاب عبر صفحاته دراسة تشابه وإختلاف خبرات عولمة الحركات الإسلامية الراديكالية وكيف تمت عولمة هذه الحركات ويتناول بالفحص والتحليل لهذه الظاهرة وكيف نشأت نتيجة للتفاعل فى البيئات السياسية الوطنية أن تُدفع إلى خارج الحدود الوطنية لتصبح ظاهرة معولمة وجزءاً من العولمة السياسية والإستراتيجية وهكذا يحاول المؤلف أن يرسم ملامح تعولم هؤلاء الراديكاليين وأن يوضح آليات خروجهم من المحلية إلى العالمية .

يتناول المؤلف فى كتابة مفهوم الاتجاهات العصبية وهو يستغرق عدة رؤى مختلفة لبعض علماء الاجتماع أمثال كرتشى ، سكوت ، مايرز ، بارون ، ويخلص منها إلى تعريف التعصب بأنه اتجاه قد يكون سالباً أو موجباً إزاء أعضاء جماعة ما فالتعصب يعتبر وصمة فى جبين الإنسانية لأنه قائم على الكراهية والازدراء والتمييز عكس ما هو المفروض فى أن لكل أنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات دونما تمييز من أى نوع سواء كان عبقرياً أومن حيث اللون والجنس واللغة أوالدين وهذا ما نادى به كل من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره ، ولهذا فقد تبادل هذا الكتاب كل ما يتعلق بالاتجاهات التعصبية والمفاهيم المتداخلة والتسامح والأسس النفسية لهذه الاتجاهات .

ينادى المؤلف فى هذه الدراسة بضرورة تأصيل الثقافة العربية الإسلامية وتأصيل منهجيتها العلمية للحيلولة دون محاولات طمس دورها ودور الحضارة فى تاريخ المعرفة الإنسانية . نظراً لتغلغل العلم فى شتى ميادين النشاط الإنسانى والذى تميز بإنفجار المعرفة والتقنيات الحديثة فأصبح لزاماً على العرب اتخاذ السبل التى تمكنهم من تضييق الهوة المعرفية والتكنولوجية يبنهم وبين الغرب . ويشتمل الكتاب على ثلاث قضايا هامة ترتبط بقضية التنوير العلمى ألا وهى : حوار الثقافات وتفاعل الحضارات والثانى قضايا التعليم والبحث العلمى أما الثالث يدور حول فقه التقدم الحضارى وبناء مجتمع المعرفة وأثره فى تنمية المجتمعات فى عصر التفجر المعرفى الهائل .

يلقى هذا الكتاب الضوء على بعض الأشخاص الذين كانت لهم بصمات واضحة فى مجال الفكر الإنسانى كما يعرض لمدارسهم المختلفة كما يفرق بين إيمان العامة والخاصة حيث يكون إيمان العامة راسخاً ومتيناً أما الخاصة فهم يفلسفون الألوهية كما يشاءون ثم يستعرض الكتاب الرؤية الإسلامية حول فكرة الإنسان وحماية النفس البشرية وحرية الرأى والفكر والعدالة والمساواة وغير ذلك من القضايا التى تهم البشرية.

يتناول الكتاب عدداً من القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية والتى يتجول بها المؤلف فى وجدان مصر فى القرن التاسع عشر وبعض ما عايشه فى القرن العشرين بإعتبار هذه الحقبة من تاريخ مصر حافلة بالاحداث(الانتصار،الانكسار) وزاخرة أيضاً بالرجال العظام الذين ساهموا فى صنع تلك الاحداث بما إمتلكوه من نزاهة فكرية أمثال رفاعة الطهطاوى،الشيخ محمد عبد ه،سعد زغلول،طه حسين،البارودى،مصطفى كامل،المويلحى،كذلك ومن اهم القضايا التى يطرحها الكتاب سياسة التغيير وهل تأتى بالثورة ام بالاصلاح؟ وكذلك النزاع الانجليزى الفرنسى على مصر وماتبعه من صراع ثقافى.

يسعى هذا الكتاب عبر مداخلاته المتنوعة والمتعددة الى تقديم رؤية عربية إسلامية مسيحية للاهوت التحرير فى محاولة لإستنطاق خبرة تلك التجربة الاجتماعية المهمة فى أمريكا اللاتينية والافادة منها فى واقعنا العربى الراهن الذى يواجه تحديات عسيرة خاصة فيما يتعلق بممارسات ابنائه فى فهم الدين ودوره الإجتماعى ورؤية الآخر الملتبسة بكثير من الاشكاليات ويحاول الكتاب إرساء لاهوت تحرير عربى شرقى يتجاوز الفصل الزائف بين المفكرين وفقاً لديانتهم ومذاهبهم لا حسب مواقفهم من القيم الجوهرية للاديان.