العلوم الاجتماعية

يعد الشيخ مصطفى عبد الرازق واحد من رجال الدين البارزين الذين عرفتهم مصر فى عصرها الحديث وهو مفكر مرموق ذاع صيته مع بدايات القرن العشرين ولقد اتسم برجاحة العقل و الفكر المستنير وإطلاعه الموسوعى على شتى المعارف والعلوم ويتضح أهميته من خلال آرائه وآثاره حول قضايا النهضة وضرورات الإصلاح عن أفقه الرحب فى تناوله لأمور الدين وشئون المجتمع ... ويضم الكتاب دراسة تلفت الانتباه إلى دور الأستاذ وأهمية تراثه كما تضم ثلاث مجموعات من مذكراته وهى شهادات واعية على عصره كما كشف عن رغبة عارضه فى الإصلاح والتجديد الذى يحافظ على الصالح من تراثنا ويطعمه بالصالح الذى ينبغى استعارته من غيرنا .

تدخل الحضارات فى صراعات مع نفسها وتتعلق قضية التحضر بالصراع الحديث وأن قبول الكثرة والتعددية والتسامح وتأكيد أن الفرق المسٌيسة تجد حماية موثوقاً بها من خلال الوسائل الموسسية ، وكل هذا يجب الاعتراف بإنه إنجاز لا نظير له حققته الحضارة وبلغت هذه المشكلات مستوى حاسماً فى أوروبا التى اهتدت الى حل لها بعد فترة طويلة من الصراع الداخلى . ووجدت هذا الحل فى فكرة حقوق الإنسان وفى مفهوم الديمقراطية الدستورية وتتكرر هذه المشكلات ذاتها اليوم وبصورتها نفسها فى كل أنحاء العالم . ويهدف الكتاب الى الاسهام وصولاً الى حل لمثل هذه المشكلات.

يرصد الكتاب العديد من القضايا السياسية والاستراتيجية المهمة والتى أفرزتها التحولات السياسية فى بداية التسعينات إثر تفكك الاتحاد السوفيتى وإنتهاء الحرب الباردة ونشوء نظام دولى جديد برزت فيه أمريكا كقوة عظمى .. وأثر ذلك على الأمن القومى لمنطقة الشرق الأوسط وخاصة مصر وواقعها السياسى والإستراتيجى وتحديد الإشكاليات التى تؤثر على أمنها القومى بهدف تحسين التفكير والتخطيط الاستراتيجى الذى يمكنها من التصدى للتحديات التى فرضها هيكل النظام الجديد .

يحاول الكتاب تحليل الدور الذى تلعبه الطرق الصوفية المصرية فى تشكيل الثقافة السياسية من معرفة وقيم وإتجاهات معينة حيال السلطة والقضايا السياسية الداخلية والخارجية وذلك عن طريق تناول اساليب التنشئة السياسية لدى هذه الطرق .. والصوفية ظاهرة عالية قديمة وجدت فى أغلب الاديان فالفكر الصوفى يدعو الى الزهد والورع ومجاهدة النفس . والباحث اختار اثنين من الطرق الصوفية المصرية مجالاً لبحثه وهما الطريقة الحامديو والشاذلية والطرق الخليلية من خلال خمسة فصول يعرض فيها مفهوم التنشئة السياسية والتصوف والعلاقة بينهما .

يحاول المؤلف إثبات وجود عمليات تنشئة سياسية لدى الطرق الصوفية من خلال عرض وتحليل مكونات هذه التنشئة للمتصوفين المصريين مستعيناً في ذلك بمنهجين أساسيين أولهما المنهج التاريخى والمنهج المقارن وموقف القوى الإسلامية الأخرى منها ، كما يؤكد المؤلف في هذه الدراسة ما يعتبره رهاناً من جانب الولايات المتحدة الأمريكية على تعميم الصوفية لتصبح الشكل المستقبلى للإسلام خاصة بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر وذلك بقصد مجابهة الجماعات والتنظيمات التى ترفع الإسلام شعاراً أساسياً لها .

يتعرض الكتاب للتكوين الاجتماعى المصرى بين عشية السبعينيات وضحاها والتكوين الاجتماعى المصرى خلال فترة السبعينيات ، وقد تناول الكتاب نمط الإنتاج المهيمن خلال المرحلة الناصرية ، والصراع من أجل تغيير سلطة الدولة والتحول إلى نمط الإنتاج الرأسمالى وأهم التغيرات فى حجم الطبقة الوسطى المصرية وما تعرضت له من آليات للإفقار ، كذلك تحليل نقدى لممارسات بعض رموز الطبقة الوسطى ، وكذلك تناول الكتاب الطبقة الوسطى وتديين المجتمع وإتخاذ جماعة الإخوان نموذجاً ثم المسئولية المجتمعية نحو تحرير الطبقة الوسطى . وأخيراً فأن الهدف من هذا العمل هو طرح إشكالية مهمة تتعلق بإمكان تجديد الطبقة الوسطى وإستردادها لعافيتها الإبداعية والسياسية والإلتزام أمام كل قوى المجتمع .