العلوم الاجتماعية

يقدم المؤلف فى كتابه مسألة التأسلم السياسى بمعنى إلباس الموقف السياسى أو المصلحة السياسية ثياباً دينياً وذلك منذ القدم ، وقد تناول الكتاب هذا المفهوم سعياً وراء فهم حقيقى لجماعة الاخوان من حيث نشأتها وتاريخها وفكرها وممارستها ثم تداعياتا وتوابعها ويبدأ المؤلف بالبطاقة الشخصية المطولة لمؤسس الجماعة الإمام ( حسن البنا ) ثم بطاقة شخصية للجماعة فى مناقشة مستفيضة لمفهوم البيعة أى ( السمع والطاعة ) والجهاز السرى الخاص بها وموقفهم من القضايا الاجتماعية وتكفير كل من يتصل بالقانون الوضعى مع التأكيد على اسلوبين المرونةوالغموض إلى أن يصل القارئ إلى دعوة الثمرة الناضجة المتمثلة فى الشيخ ( سيد قطب ) والذى يدعو إلى تكفير المجتمع الحاكم والمحكوم على السواء ،وطوال الرحلة فى الكتاب تراكمت علامات استفهام وتعجب كثيرة تدعو قارئه إلى ضرورة إعمال العقل والضمير فى حياتنا العامة .

يضم الكتاب بين صفحاته عدداً من الدراسات التى تدور كل منها حول موقف أحد كبار العلماء أوالمفكرين من الثقافة ونظرته الخاصة إلى المفهوم ومكوناته وتحليله فى ضوء نظريته العامة وهكذا نلاحظ أن الكتاب يسد بعض الثغرات فى معرفتنا بالإنجازات العلمية الجادة والرائدة فى أحد أهم ميادين المعرفة وهو ميدان الدراسات الثقافة .

يضم الكتاب بين أوراقه مناقشة موضوع غاية فى الأهمية من حيث التخطيط المسبق لإستراتيجية العمل على مستوى المنظمة أو المؤسسة وذلك لبناء مؤسسات ذات كفاءة عالية تحقق الأهداف المنشودة لها وذلك من خلال عدة محاور منها : الإعداد المسبق لتخطيط إستراتيجية العمل مع توضيح كيفية إعداد تخطيط هذه الإستراتيجية وكذلك توضيح كيفية الإعداد لمرحلة التنفيذ . وقد ذيل الكتاب بعدد من التلميحات المهمة لضمان النجاح .

يناقش الكتاب فى فصوله العديد من قضايا التربية المدنية والمواطنة وحقوق الإنسان وإصلاح التعليم ومكانة حقوق الطفل فى التعليم وثقافة الديمقراطية فى المدرسة المصرية وأخيراً يناقش الكتاب إصلاح التعليم الثانوى فى مصر المشاركة المجتمعية ومجتمع المعرفة والمعلومات وهل هناك تلازم بين إصلاح التعليم ومجتمع المصرية وكيف تتبين تلك العلاقة الجدلية عن وجدت ؟ ...

يعكس الكتاب فى دلالتة التكامل المعرفى بين القصصات العلمية والذى اصبح ضرورية لفهم اشمل للظواهر الانسانية .. وهذه الدراسة تعتبر نموذجاً للدراسات العلمية المنهجية فى مجال العلوم الانسانية وعرض الباحث فى تسلسل منطقى التسامح من حيث النشأة والتطور والمجالات ليرصد بعد ذلك واقع التسامح الاجتماعى ومحدداته فى المجتمع المصرى محاولاً رسم خريطة للتسامح تحدد العلاقات بينه وبين المحددات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية

نحن بإزاء ثمرة ناضجة من ثمار شجرة المعرفة الغريزية والرؤية النقدية فى اٌصلاح والتغيير المجتمعى وهى رؤية نهج فكرى وعملى بهدف أن يهتدى بها كل مشتغل بالعلوم الاجتماعية والتربوية والإرشادية والإعلامية وكل من يؤمن بقضايا التحول الديمقراطى وكرامة كل إنسان وتعتبر من منطلقات هامة لكل تفكير فى وضع استراتيجيات وخطط لتطوير حقيقى فى نظم تعليمنا العربى وغيره من مؤسساتنا الإجتماعية