الفكر

يطرح الكتاب بين دفتيه العديد من الأسئلة حول الدعاة الجدد وفيم يختلفون عن غيرهم من الدعاة الأزهريين وما الموضوعات التى يطرحونها ويحاول تقديم إجابات شافية وتحديد تعريفات جامعة لهذه الظاهرة التى طرأت على المجتمع المصرى فى الأونة الأخيرة وإحتلالهم مواقع هامة فى الفضائيات ومواقع الإنترنت ، وإستغلالهم جميع الوسائل المتاحة لنشر أفكارهم والتعامل مع أدوات الحداثة ومنجزات التكنولوجيا الحديثة بداية من الداعية ياسين رشدى ومروراً بعمر عبد الكافى إلى الوصول لكل من الداعية عمرو خالد والداعية خالد الجندى .

عرفت العربية عبد الوهاب عزام .. علماً من أعلام الفكر والقلم واللسان وهو له شهرة ذائعة كمفكر اسلامى وصاحب مؤلفات كثيرة متعددة تتعلق بنواحى الحضارة الإسلامية المختلفة وفكر المسلمين فى جميع دول العالم أن فكره وفلسفته يجب أن تمتد لجيلنا المعاصر فقد كان مدافعاً مناضلاً للحفاظ على اللغة العربية. والكتاب ثمرة قلم أحد النابهين من تلاميذه وهو الدكتور السباعى محمد السباعى الاستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة ويعرض المؤلف لحياته الشخصية واعماله.

يرصد المؤلف فى كتابه هذا الذى يقع فى جزئين الحياة الخاصة لأولئك الذين شاركوا فى صناعة الاحداث فى الفترة ما بين ثورة 1919 أو ثورة 1952والاحداث السياسية الهامة التى حدثت فيها حيث تعتبر حياتهم الشخصية مرآة للحياة العامة وقد ساعدته معرفته الشخصية بهم والتعامل معهم عن قرب على سبر أغوارهم وترجمة أفكارهم فنجده يصف لنا فى هذا الجزء لقاءاته مع أحمد شوقى أمير الشعراء ثم حافظ إبراهيم وإبراهيم عبد القادر المازنى وعباس العقاد وسلامة موسى وعلى الغاياتى ثم يختم الجزء الاول بالحديث عن الآنسة اللبنانية "مى زيادة " وما كانت تعقده فى منزلها من ندوات وصالونات أدبية.

يستكمل الكتاب فى هذا الجزء رصده لتلك الشخصيات من الادباء والمفكرين الذين شاركوا فى صناعة الاحداث السياسية التى تلقى إنعكاساتها على الناحية الاجتماعية والاقتصادية والفكرية فيتضمن هذا الجزء دراسات عن يوسف حلمى الشاب المصرى الذى جمع فى نفسه وتاريخه كل مزايا وعيوب عصره وأحمد لطفى السيد والدكتور محمد حسين هيكل الاديب الكبير ثم احمد أمين أستاذ القانون وأخيراً عبد الحميد الديب الذى كان صورة لمجتمع فيه مواهب تنقصها الارادة.

يطوف بنا الكاتب فى سيرة حياة نخبة من العمالقة والرواد فى تاريخنا الحديث والمعاصر مستعرضاً إسهاماتهم البارزة فى حياتنا الثقافية والفكرية والسياسية ولم يقتصر المؤلف عند ترجمة حياة هؤلاء الرواد وإنما تجاوز ذلك الى آفاق واسعة يرصد من خلالها لتاريخ مصر ، ويستعرض المؤلف كوكبة من الشخصيات الفذة ويستهلهم بالسيد(عمر مكرم) ذلك العملاق الذى قاد شعب القاهرة وتزعم حركة المقاومة ضد الفرنسيين ، ثم (رفاعة الطهطاوى) الذى يعد واحداً من أبرز نوابغ الفكر المصرى ، والسيد (جمال الدين الافغانى) الذى كان له الفضل فى بعث النهضة فى الشرق ، والزعيم الوطنى (أحمد عرابى) ، وخطيب الامة (عبد الله النديم) وغيرهم أمثال (سعد باشا زغلول) و (مصطفى كامل).

يضم الكتاب عبر صفحاته دراسة تشابه وإختلاف خبرات عولمة الحركات الإسلامية الراديكالية وكيف تمت عولمة هذه الحركات ويتناول بالفحص والتحليل لهذه الظاهرة وكيف نشأت نتيجة للتفاعل فى البيئات السياسية الوطنية أن تُدفع إلى خارج الحدود الوطنية لتصبح ظاهرة معولمة وجزءاً من العولمة السياسية والإستراتيجية وهكذا يحاول المؤلف أن يرسم ملامح تعولم هؤلاء الراديكاليين وأن يوضح آليات خروجهم من المحلية إلى العالمية .